رسالة اليوم

08/05/2019 - التعلُّم من داود

-

-

"وَدَاوُدُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ يَلْعَبُونَ أَمَامَ اللهِ بِكُلِّ عِزّ وَبِأَغَانِيَّ وَعِيدَانٍ وَرَبَابٍ وَدُفُوفٍ وَصُنُوجٍ وَأَبْوَاق." (أخبار الأيام الأول 8:13)

 

 

كان داود محارباً من الدرجة الأولى. لم يُهزَم شعب إسرائيل خلال فترة حكمه، وعاشت الأرض بسلام. بكلِّ قوانا، علينا أن نكون أيضاً محاربي الربِّ إلى جانب من هم معنا وعائلاتنا وكلّ من يحتاج لمساعدتنا. لقد نلنا ملكوت الله، ولهذا السبب، لا يجب أن نخدم العليَّ برخاء، بل بكلِّ محبَّتنا.

 

عندما نقرأ ما كتبه داود، نجد التوجيهات التي تخصُّ الخطوات اللازمة للقيام بالعمل الإلهيِّ بالطريقة الصحيحة؛ فإنَّ الذين يقومون به كما فعل الملك، سيختبرون، بلا شكٍّ، الكثير من أعمال الربِّ. من أجل ذلك، قال الرب عن داود إنَّه رجل بحسب قلبه (أعمال الرسل 22:13). يريد العليُّ أن يجد بي وبك هذا النوع من الرجال.

 

اليوم، يتوق القدير أن يسلِّم أولاده ذواتهم إليه. سيصبح عمله أعظم في وسطنا، بشرط أن نكرِّس أنفسنا لخدمته بكلِّ قوَّتنا. ما من طريقة أخرى لخدمة الآب، إلى أن نفعلها من كلِّ نفوسنا وقلوبنا. هناك مكافأة للذين يتمِّمون عمله بتلك الطريقة.

 

تكمن قوُّتنا في إدراك جوهر الربِّ، عمَّا يمكننا القيام به من خلاله، وعمَّا يتمنَّى أن نفعله. إذا لم تفطن لهذه الأمور حتى الآن، ينبغي أن تتعلمها، وإلا لن تنتصر في حياتك الروحيَّة أبداً. من المحزن جداً رؤية البعض من أولاد الله ينساقون وراء العدوِّ. والآن، لقد دعانا العليُّ لنغلب كلَّ الأشياء؛ وبعد ذلك، لا شيء أقل من الفوز المتوقَّع بين أبناء الربِّ.

 

عندما ذهب الملك داود إلى تابوت الربِّ، لم يقم بذلك بدون إخبار الآخرين، على العكس تماماً؛ قام بدعوة جميع شعبه إلى تلك المناسبة. فقد كان يحترم كلَّ ما يخص الربّ، من أجل ذلك، اتَّخذ المهام الإلهيَّة بجديِّة مطلقة. إذاً، لا يجب أن نقوم بعمل الربِّ برخاء؛ بل أن يكون هذا الأمر غاية حياتنا! مثالاً على ذلك، تخيَّل أن تقيم صلاة شكر في حفلة عيد ميلاد صديق بدلاً من الشواء!

 

عندما أحضر شعب الله تابوت العهد، ابتهج داود أمام العليِّ بكلِّ قوَّته. ليس لإعجاب أي شخص، بل إكراماً للشخص الذي أحسن إليه كثيراً. علينا إعطاء الأهميَّة ذاتها لأمور الله. انظر، إنَّ المعجزة التي تحدث بيننا، يجب أن تقودنا إلى الابتهاج بالرَّغم من عدم اتِّفاقنا مع الشخص الذي نال تلك النعمة.

 

يجب أن يرى الضالُّون أنَّنا نحب الله حقاً، لهذا نحن نعبده بكلِّ الإيمان والقوَّة والقدرة. لقد اصطحب داود معه الموسيقيين؛ المغنِّين واللاويِّين الآخرين، لأنه أراد أن يعيِّد للربِّ بمناسبة استردادهم تابوت العهد. يا ليتك تُظهِر مثل هذا الموقف في حياتك!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز