رسالة اليوم

07/05/2019 - هزَّت كلمة الله يوشيَّا

-

-

"وَوَقَفَ الْمَلِكُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَطَعَ عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ الرَّبِّ، وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ الْقَلْبِ وَكُلِّ النَّفْسِ، لإِقَامَةِ كَلاَمِ هذَا الْعَهْدِ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا السِّفْرِ. وَوَقَفَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عِنْدَ الْعَهْدِ." (الملوك الثاني 3:23)

 

 

لقد تولَّى يوشيَّا الحكم في السّنة الثامنة من عمره، ومات شاباً نسبياً بعد أن ملك على العرش لنحو واحد وثلاثين سنة. لقد أحدث نهضة عظيمة في وسط شعب الله، حيث كُتِب عنه في الكتاب المقدَّس: "لم يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ. (ملوك الثاني 25:23).

 

لقد تمَّ العثور على مخطوطات الكتاب المقدَّس خلال ترميم الهيكل، التي قرأها فيما بعد شافان الكاتب "القشَّة التي قصمت ظهر الحمار"، لأنَّ الملك، يوشيَّا، أمره بتنظيف أرض شعب الله من كلِّ الرجاسات الروحيِّة (الملوك الثاني 8:22). يجب على خدَّام الله، عندما تلمسهم الكلمة، أن يفعلوا في الحال ما يظنُّون أنَّ الربَّ قد طلب منهم ذلك. فعندما يملكون هذه الحكمة في أذهانهم، سيقدرون على إنجاز ما طُلب منهم.

 

منذ انتهاء مُلك سليمان، حكم شعب إسرائيل ملوك أسلموا ذواتهم إلى الموت الروحيِّ. لذلك، بدأوا بعبادة الشيطان، في أرض شعب الله، وخدموه كما أراد. في الحقيقة، لقد خدم العليَّ البعض من ملوك يهوذا، لكن لم يُعِر الآخرون الإله الحقيقيِّ أيَّ اهتمام. على سبيل المثال، جاء حكم الرب قائلاً إنَّه لن يجنب يهوذا أثناء حكم منسَّى الخاطئ.

 

يا له من أمر محزن وخطير ما يحدث مع العديد من العائلات التي أعانها الإنجيل! يبدو أنَّ بعض الناس مسحورين من قبل الجشع، لهذا، إنَّ الثراء هو كلُّ ما يسعون إليه. كيف لأحدٍ أن ينسى ما صنع الله لأجله؟ ستكون نهاية أولئك الذين يقدمون أنفسهم للموت وخيمة؛ إن كان الزنا أو أي إثم آخر، وبعد ذلك، "فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا." (غلاطية 7:6).

 

يخسر أولئك الذين يعيشون بلا الحضور الإلهي صفقة مربحة. لهذا السبب، استدعى يوشيَّا شعبه وقطع عهداً أمام الربِّ مؤسساً على ما هو مكتوب في الكتاب المقدَّس: سيسيرون مع الله بكلِّ قلوبهم ونفسوهم. والآن، لن يقبل القدير أيَّ عهد ما لم يكن متعلِّقاً بسير الإنسان معه. لذلك، قام شعب إسرائيل بالتصرُّف على نحو ذلك العهد، وبهذا الفعل، تمَّت النبوة التي أعطِيت للنبيِّ الذي قتله الأسد، منذ حوالي مائة وخمسين سنة (الملوك الأول 13). عندما اخرجوا عظام الكهنة ليوقدوها على المذبح الذي بناه يربعام – المذبح الذي قال النبي إنَّه سيُوقَد عليه عظام الكهنة – لم يسمح الملك لأحد أن يلمس القبر الذي كانت ترقد فيه عظام النبيِّ الذي قتله الأسد (الملوك الثاني 16:23-18). من الجيد احترام ذكرى أولئك الذين استخدمهم الربُّ!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز