رسالة اليوم

06/05/2019 - على الصخرة

-

-

"هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى هكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ." (خروج 6:17)

 

 

في أحيان كثيرة، لا يعلم شعب الله ما على وشك أن يفعله الربُّ، وعندما يحصل ذلك، ينخرط في الشكوى والمضايقة ضدَّ إخوته في المسيح. هذا ما حدث مع بني إسرائيل عندما خيَّموا في رفيديم، حيث لم يكن هناك ماء للشرب. طلب موسى التوجيه الإلهيِّ، وأخيراً تلقَّى الأمر بالترحال بهم مع بعض الشيوخ. فوجِب عليه إصعادهم إلى حوريب، وأن يضرب الصخرة.

 

إنَّ إحدى الأمور التي نتَّعظ بها في الآية المذكورة سابقاً، أنَّه عندما يوجِّهنا الربُّ نحو شيء علينا فعله، يعلم مسبقاً ما الذي سيحدث لاحقاً. لذلك، لنتأكَّد من أمر: ستتحقق كلمته دائماً. والآن، لقد طلب من موسى الذهاب إلى حوريب لضرب الصخرة قائلاً أنه سيكون فوقها بالتأكيد. يبيِّن لنا هذا الوعد أنَّ الله سيكون موجوداً حيثما يتمُّ إرسالنا.

 

من الواضح أنَّه وفقاً للخطة الإلهيَّة، لا يحتاج الله إلى أيِّ ضغط للعمل. كان الإسرائيليون في أرض قاحلة لا يوجد فيها ماء. وعلى الرغم من ذلك، كي يعطيهم ذاك السائل الثمين، أرسل الربُّ موسى إلى المكان الذي سيكون، بالتفكير البشري، من المستحيل إيجاد شيء يروي عطشهم. وحالما وصل إلى هناك، كان على خادم العليِّ ضرب الصخرة كي تخرج الماء. كان يجب أن يثق بحدوث ذلك، ولن ينجح الأمر خلافه.

 

أولئك الذين يحتاجون إلى جواب من السماء، يجب أن يذهبوا إلى المكان الذي يريدهم الله، بالنظر إلى أنَّ الكتاب المقدَّس يخبرنا أنَّ الله سيتقدَّمنا كي يفي بوعده. يتوقَّع الله منَّا الوثوق بكلمته دائماً؛ لذلك، عندما تفعل ما طُلب منك يجب أن تثق أنَّ "الفاتك" سيتقدَّمك. لكنَّ الذين لا يؤمنون بما يقوله الله، لن يختبروا أبداً تلك التجربة.

 

إذاً، لا تنظر إلى العقبات التي قد تمنع الوصية من التحقق. يعرف الربُّ وعوده جيداً، ويملك القوة لإتمام العمل مهما بدا صعباً. لو أنَّه أمر موسى بالبقاء في ذلك المكان، لقال له الذين لم يؤمنوا أنَّ المياه كانت متوفرة هناك دائماً، لكن إخراجها من الصخرة يفوق حدود قدرتنا على التفكير.

 

وكما قال العليِّ، خرجت المياه بفيضٍ. وهكذا، ستمنحك "صخرتك" بفيضٍ ما تمَّ وعدك به. لا يفشل الربُّ أبداً. سيرى مجده جميع الذين يصغون إليه. لذلك، لا تخف من تنفيذ ما أمِرتَ به. لقد كان هذا التصرُّف بمثابة تحدٍّ لموسى، لهذا كان عليه الذهاب مع كبار الشعب. من أجل ذلك، يجب أن يكون العنصر الضروري موجوداً هنا دائماً: الإيمان (العبرانيين 6:11).

 

لذلك، هذا هو الدرس الذي نتعلَّمه هنا: لا تتعثَّر أمام التحدِّيات. يضعنا الله في ظروف مماثلة نميل بها إلى الاعتقاد أنَّنا على وشك الفشل. فقط العمل الذي يمكنه القيام به قادر على تقديسك أمام الناس. إنَّ الإيمان بالربِّ هو الإيمان أيضاً بتلك الأمور التي يقولها في الكتاب المقدَّس. ثق بما يتكلَّم به؛ وهكذا ستنل ما تمَّ وعدك به.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز