رسالة اليوم

05/05/2019 - أمور غريبة

-

-

"لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ، فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ." (أعمال الرسل 20:17)

 

 

إنَّ الكرازة بالإنجيل في العالم بأسره هو أكثر ما يخيف إبليس، لأنَّه في هذه الحالة سيخلُص المليارات من الناس. فسيحارب العدوُّ بكلِّ قدرته لمنع حدوث ذلك؛ وأيضاً يتمنَّى أن يحصل على مكانة الذين خلَّصهم المسيح، فإنَّ هدفه إبعادنا عن السعادة الأبديَّة. من المحزن معرفة أنَّ الشيطان يبحث بالحقيقة عن قلوب فارغة تقبله بسذاجة؛ لكنَّ عمل البشارة سيستمر بشتَّى الطرق، فهذه هي مشيئة الربِّ!

 

ليس من المهم أن يكون مجتمعنا متديِّناً أم لا، يتقدَّم علميَّاً أم لا، يزدهر أم لا يزدهر، متحفِّظاً أو متحرِّراً؛ فعندما يسمع الناس الكرازة بكلمة الله ستبدو لهم "غريبة" للوهلة الأولى، وبعدئذٍ سيدركون أن تلك "الأمور الغريبة" هي واحدة من الأمور التي تحدث الفارق. وعندما يفهمون معاني تلك الأمور بشكلٍ كامل، مع الوقت، سيشعرون بالحاجة إلى التغيير في حياتهم. لذلك، لا شكَّ أنَّه من الواجب علينا نشر "الأخبار السارة".

 

يشعر الإنسان – المخلوق بـ "الكلمة"، والحيّ فيها ولأجلها، والحيّ مع الثالوث – بالفضول عند سماعه لرسالة الإنجيل. في الحقيقة، تدخل هذه "الأمور الغريبة" التي يسمعها إلى أعماقه كونها تلائم جوهره. فهو يعلم بوجود نوع من الفراغ بداخله لا يملأه سوى تلك "الأمور الغريبة"؛ ولهذا السبب ينبهر، فيقوم بالبحث عن فهم أكثر.

 

ليس هناك بديل لكلمة الله. لن يقدر إنسان متديِّن أن يحقِّق نوعاً من الإنجاز، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ كلمة الله هي الوحيدة التي تملك القوَّة لمنح الرضى الكامل للذين يسمعونها. ينبغي عليك مشاركة كلام الإنجيل مع شخص آخر بقدر الإمكان، أيِّ شخص كان؛ وبهذه الطريقة، ستمنحه أفضل مساعدة على الأطلاق.

 

من المثير للاهتمام أنَّنا عندما نتكلَّم عن وعود الله، تقوم الأفعال الإلهية بالكشف عن نفسها لقلوب الذين يسمعونها، بالنظر إلى أنَّ رسائلها متوقعَّة من الجميع. بسبب الخطية التي يعيشون فيها، ينكر الكثيرون بأنَّ كلمة الله قد لمستهم، لانَّهم لا يريدون التخلِّي عن حياتهم الأثيمة. لكن بلا شكٍّ، ستعجب الرسالة المقدَّسة الآخرون، وسيبدؤون بالعيش على أساس تعاليم كلمة الله.

 

إذا كان بإمكاننا جمع كلِّ الخطاة في مكان واحد، وقمنا بالكرازة لهم عن رسالة الصليب، لن يخفق أيُّ أحد في فهمها، متيقِّناً أنَّ الربَّ سيتكلَّم إليهم مباشرة. في الأساس، سيكون هناك دائماً شخصان متعطِّشان لرؤية: إنسان يرغب بمعرفة "الحقِّ"، والربِّ الذين يريد أن يخلص الجميع، لكنَّه لا يعلم كيف. يجب أن يحدث هذا التفاعل للجميع.

 

تعيق المفاهيم التي صنعها الإنسان على مرِّ السنين كرازة الإنجيل. تلك "النار الغريبة" تؤذي بشكلٍ كبير العمل الإلهيِّ، لأنَّها لن تستخدم من قبل الربِّ أبداً. بالإضافة إلى أنَّها لا تملك القوَّة لإنارة أي شخص. شارك في كلِّ حين بعمل الصلاح لجميع الناس. بهذه الطريقة، ستكون مكافأتك ثمينة في الأبديَّة.

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز