رسالة اليوم

04/05/2019 - احذر ممَّا يأتيك

-

-

"وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَبًا كَثِيرًا بِعِرَافَتِهَا." (أعمال الرسل 16:16)

 

 

يتعرَّض جميع الذين تمَّت دعوتهم إلى خدمة الله لهجمات العدوِّ، والتي عادةً ما تجعل أجنادها يحاولون إبعاد خدَّام الربِّ عن "الطريق". يشير الكتاب المقدَّس بوضوحٍ إلى ماهيَّة الخطط التي يستعملها الشيطان؛ لكن، يجب ألا نخاف منها عندما تقوم بمضايقتنا. يجب أن يكون المثال الذي وضعه أولئك الذين كانوا منتصرين في الماضي بمثابة حافز قويٍّ لجميع أولئك الذين لا يرغبون إلا بأن يتمِّموا العمل كاملاً.

 

بالطبع لا يخاف الشيطان من الذين يذهبون إلى اجتماع الصلاة طالبين القوَّة، بل من الذين يخرجون منه ممتلئين بنعمة الله. والآن، سيحاول إعاقة خطوات أولئك الناس. كان هذا موقف تلك الفتاة العرَّافة: لقد أعاقت بولس ورفقاءه وخدمتهم أيضاً في كلِّ مكان. حسناً، كانت تقول الحقيقة، لكن كانت هناك خطة شرِّيرة وراء هذا الكلام لجذب انتباههم لها.

 

يحبُّ الشياطين التوجُّه نحو خدام العليِّ لكي يتحدُّوهم ويقودوهم إلى الإثم. من المحزن رؤية البعض من أولاد الله تتمُّ قيادتهم من الخصم. بغضِّ النظر عما يخطِّطه الشيطان ليجرِّبك، حتى لو بدا أنَّه شيء صالح، عليك رفضه. في إحدى المرات، قالت لي سيدة كان والدها مريضاً أنَّ هناك امرأة أخرى اعتادت على الذهاب إلى بيت عرافة، عرضت عليها الصلاة من أجله – فقامت بالموافقة. وبعدها، كان عليَّ القول لها: "ألا تثقين بالله؟ ".

 

كان في تلك الفتاة المذكورة في سفر أعمال الرسل روح عرافة. يملك أناس آخرين روح خيانة وزنا وخطايا أخرى. ابتعد عن كلِّ ما يأتي من إبليس، فلا يأتي منه شيء صالح. لقد سمح العديد من خدَّام الربِّ لأنفسهم بالانسياق خلف التجارب، وعندما أدركوا الأمر كان قد فات الأوان. لن يفشل إبليس أبداً في تجريبك، لأنَّه يعلم بوجود أشخاص غير قادرين على مقاومته لفترة طويلة.

 

في أحيانٍ كثيرة، يصبح أولئك الذين يستخدمهم الشيطان أقوى من الذين يستخدمهم الربُّ. فلن يفكروا مرَّتين عندما يتعلَّق الأمر بإيذاء خدَّام الله، لكن يخاف الآخرون من إعطاء هؤلاء الكلمة المقدَّسة. حسناً، يجب أن تكون محبَّتنا لأبينا أقوى، أليس كذلك؟

 

بعيداً عن أيِّ غايات، سيكون هناك دائماً مثل هؤلاء الناس وراء الذين يستخدمهم إبليس – ويعود سبب ذلك في الانتقال من الَّلذة الخاطئة إلى الأرباح الغير قانونيَّة. إذا تحوَّل البعض في الشوارع إلى الزنا، فهذا يحدث أيضاً لأنَّ شخصاً وراءهم يحميهم؛ فإنَّ سبب وجود الفاسدين هناك هو وجود من يسبِّب الفساد. يستخدم الشيطان كلَّ قوَّته ليبعدنا عن "الحقِّ".

 

كان بولس طائعاً لوصيِّة يسوع التي تقول بأنَّ من يؤمن به سيطرد الشياطين (مرقس 17:16). فحالما رأى أنَّ هناك شيطان يحاول خداعه، أمر الرسول تلك الروح بالخروج باسم يسوع. فخرجت الروح الشرِّيرة ولم تقدر الفتاة بالاستمرار في عرافتها.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز