رسالة اليوم

03/05/2019 - المواقف التي تسرُّ الربَّ

-

-

"فَأَقَامَا زَمَانًا طَوِيلاً يُجَاهِرَانِ بِالرَّبِّ الَّذِي كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، وَيُعْطِي أَنْ تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا." (أعمال الرسل 3:14)

 

 

يستحق موقف بولس وبرنابا في أيقونيَّة أن يُحتَذى من قبل جميع الذين يهابون الربَّ إلهنا. فقد دخلا معاً إلى مجمع اليهود، واستخدمهما الله بشكلٍ عظيم، وأيضاً قاما بالكرازة في كلمة الله، فكانت النتيجة بتحوُّل جمهور من اليهود واليونانيِّين إلى الإنجيل. يجب أن نتبع هذا المثال في كلِّ حين. إذا كنَّا نملك "الحقَّ" وكنَّا مفرَزين من الروح القدس، إذاً لماذا نتردّد في البشارة؟ أعني بلا قناعة.

 

لم يحبّذ إبليس موقف كلٍّ من بولس وبرنابا، مما جعل اليهود الغير مؤمنين يقومون بإثارة الأمور وأن يصلوا إلى غضب الوثنيِّين على هذين الرسولين عن طريق التسبب للآخرين بالفشل. والآن، لا يجوز الخوف من أولئك الذين يحبطون روح الضالِّين عندما نقصد الكرازة بـ "رسالة الخلاص". سيعطينا الله بالتأكيد الكلمات المناسبة التي ستجذب انتباه الآخرين إلينا، وسيرون أنَّنا نملك حقاً ما يحتاجون إليه.

 

إنَّ هذين التلميذين لم يهربا خوفاً مما قد يصيبهما، على العكس تماماً، مكثا هناك لوقت طويل. ليس هناك سبب للهرب من تلك التهديدات التي تزعجنا، آخذين بعين الاعتبار أنَّنا إن اجتزنا في المعاناة بسبب العمل، سيكون هذا امتياز عظيم يمنحنا إياه الله. من الواضح أنَّه لا يجب علينا الإساءة لأيِّ نوع من الإيمان، لكن واجبنا فقط البشارة بكلمة الله التي تثبِّت الإيمان الحقيقيِّ في قلوب الذين يسمعونها.

 

كان السر في هذين الرجلين هو التكلُّم عن الربِّ بمجاهرة. دائماً ما يجذب هذا النوع من الوعظ الذين يخافون الله. فليس هناك طريقة أخرى للتكلُّم عن الآب. يحتاج أن يعلم مرضى السرطان أنَّ القدير يستطيع منحهم الشفاء؛ والخطاة أنَّهم سينالون الخلاص من الخطيَّة بواسطة الربِّ؛ وأنَّه هناك نجاة في المسيح يسوع لأولئك الذين يتعاملون مع الشعوذة. لذلك، لا تكن خجلاً عندما تتحدَّث عن المحبة الإلهيَّة. قف بحزم وشجاعة، فالعليُّ سيستخدمك بهذه الطريقة.

 

لقد شهد الله بنفسه لـ "الكلمة" عن نعمته من خلال إجراء الآيات والعجائب على يد خدَّامه. واليوم، عندما نقوم بالعمل الإلهيِّ حسب وصاياه، يجعلنا الربُّ أيضاً أن نشترك في الشهادة عن كلمته. إذا قمنا بالعمل بطريقة مختلفة، لن يقف الربُّ إلى جانبنا.

 

هكذا يريد الله رؤية خدَّامه اليوم أيضاً. فهو يفخر برؤية شعبه يتصرَّف مثلما فعل يسوع في أيَّامه. فإنَّه أوصانا بالقيام بعمله فقط كما فعل هو (يوحنا 12:14). يحصل طائعو الربِّ على تأييده لشهادتهم. لذلك، لا تفعل أيَّ شيء بغير عقلانيَّة، بل فقط تمِّم ما قد أوصِيت به.

 

ليس هناك شيء يستطيع أن يحلَّ محل الإنجيل عندما تظهر قوة الروح القدس. حتى رجال الدين الذين هم من طوائف أخرى سيتغيرون عندما يقوم وكلاء الربِّ المكرَّسين بالعمل بسلطان الروح القدس. يتشوق الربُّ أن يرى خدَّامه يقومون باتِّخاذ الموقف نفسه الذي اتخذه التلاميذ الأولون في أيامهم.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز