رسالة اليوم

28/04/2019 - الاستماع والإرشاد

-

-

"اِسْمَعْ أَنْتَ يَا ابْنِي، وَكُنْ حَكِيمًا، وَأَرْشِدْ قَلْبَكَ فِي الطَّرِيقِ." (الأمثال 19:23)

 

 

يتكلَّم الله لأولاده عن جميع المواضيع التي يحتاجون لسماعها. فإذا انساقوا للتَّجربة، يقوم الربُّ بتنبيههم. وإن تزعزع إيمانهم، يستدعي انتباههم كيلا يسمحوا لإبليس أن يدفعهم نحو تلك الطرق المختصرة التي ستؤدِّي بهم إلى الهاوية في نهاية المطاف. كونه أبانا، يجاهد العليُّ من أجل أولاده لئلَّا يضُّلوا، وبالتَّالي، ليظلُّوا تحت حمايته ومعونته في أوقاتهم الصعبة.

 

إذا سمح أولاد الله له بقيادتهم، بالتَّأكيد سيحصلون على أفضل طعام في هذه الحياة. إنَّه الراعي الصالح الذي يقود قطيعه إلى المراعي الخضر وإلى مياه الراحة (مزمور 2:23). الربُّ هو الأب الكامل، وتحديداً لهذا السبب، لن يبخَل بأيِّ شيء صالح على الذين هم له (مزمور 11:84). إنَّ اعتمادنا على الله هو شيء مهم للغاية لنجاحنا في شتَّى المجالات.

 

إنَّ الحمقى لا يُدعَون أبناؤه، بالنَّظر إلى أنَّهم لا يُخضِعون أنفسهم للحكمة الإلهيَّة. يعتبر الكثير منهم أنَّهم ذوو شأن كبير، فهم مكتفون بذواتهم إذا ما أتقنوا أيَّ مجال علميٍّ بشريٍّ، وسرعان ما ينفثون صدورهم ولا يبحثون في كلمة الله عن إرشاداتٍ بخصوص المشاكل الشائعة التي يتعرَّضون لها في حياتهم اليوميَّة. وهكذا، يأخذهم العدوُّ من ضلال إلى آخر ونزولاً إلى الهاويَّة. فيقوم البعض بإلقاء اللوم على الربِّ بسبب الألم الذي سبَّبه لهم إبليس.

 

لقد قال يسوع أنَّه هو "الطريق" (يوحنا 6:14)، وجميعنا نعلم أنَّ يسوع هو كلمة الله؛ فاعلم أنَّه يجب أن تقود قلبك نحوَّ "الطريق". يتوجَّه أولئك الذين لا يدركون تلك الحقيقة بالتأكيد إلى مياه المعاناة، وهكذا سيسقطون في الخطايا والزلات باستمرار. هذا هو سبب أهميَّة إرشاد قلبك.

 

إنَّ يسوع هو "طريق القداسة"، والأهمُّ من ذلك أن تأخذ بعين الاعتبار أنَّ بدونه لن يقدر أحد أن يرى الربَّ (العبرانيين 14:12). يقدِّم لك الشيطان كلَّ ما يأخذك بعيداً عن "طريق القداسة"، فهو يعلم كيف بإمكانه سرقة فرحك الأبديِّ منك. وهذا هو سبب أهميَّة ألا تكون أحمقاً، وألا تدع الكذَّاب يسرق الحياة الأبديَّة التي نلتها في المسيح. لقد تمَّ ختم مصيرك في الجلجثة؛ لذلك، لا يجب استبداله بأيِّ شيء آخر.

 

احذر من غدر العدوِّ وخداعه. في إحدى اللحظات، لقد علَّم سيِّدنا تلاميذه ألا يهابوا أحداً في الطريق (لوقا 4:10). لذلك، عليك ألا تدع أيَّ أحد أن يعترض طريق علاقتك بأبيك السماويِّ. إنَّ الربَّ قدير كفاية ليحفظك ويريك الطريق الصحيح للذهاب. وكخروف للراعي الصالح، لست بحاجة إلى أيِّ تعليم آخر بخلاف التوجيهات التي يقدِّمها لك في كلمته التي لا تقبل المنافسة.

 

لا تحد عن طريق الله لأيِّ سبب كان، فإن جُرِّدَت من حمايته، سيكون هناك أجناد شريرة متربصة لك، فهدفها الرئيسيّ هو التخلُّص من سعادتك المحتمة الآن والتي ستبقى إلى أبد الآبدين. لا تنخدع بالأكاذيب والغشِّ والتجارب. يعطي الله المنفذ الكامل لكلِّ الذين يضعون ثقتهم به. ثبِّت نظرك إلى العليِّ، رئيس الإيمان ومكمِّله (العبرانيين 2:12).

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز