رسالة اليوم

26/04/2019 - ارفض كلَّ الأشياء التي لا تكلِّفك

-

-

"خُبْزُ الْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلإِنْسَانِ، وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى." (الأمثال 17:20)

 

 

لم يُخطئ الربُّ في قوله لآدم بأنَّه سيأكل خبزه اليوميِّ بعرق جبينه. وكوننا من نسل أول إنسان فهذه الوصيَّة تنطبق علينا أيضاً. أولئك الذين يذهبون في الطريق السهل لا يعلمون ما يكمن خلفه. كونك ناجحاً في عمل أحدهم هو مجرَّد تصوُّر الطفل ونموُّه. ففقط الآباء المتبنِّين أو المربِّين هم من يعرفون فرح اللقمة الثانية.

 

يعمل الله على أخذنا إلى السماء وحفظنا من الشرّير. نجد في خلاص أحدهم نفوذ أبينا المباشرة، بالنظر إلى أنّه لا أحد يقدر أن يأتي إلى المسيح ما لم يجتذبه الآب. عندما نتَّخذ قرار قبول المسيح، يشعر العليُّ بشيء من الإنجاز، لأنَّه يرى أنَّ عمله يُكافَأ. فهو لن يكذب أبداً بشأن إخراجنا من مملكة الظلمة.

 

ارفض خبز الكذب، ولا تقبل أيَّ شيء لا يُكلِفك. ضع إيمانك بالربِّ، فعلى الرَّغم من شعورك بأنَّ الكذبة يمكنها ردُّ ما ينتمي لك، لا تقم بذلك، مهما كلَّفك الأمر. يسمح أولئك الذين يستخدمون وسائل الخداع للشيطان بالعمل في حياتهم. كان عليك خسارة كلِّ شيء، مهما كان ضروريِّاً، على تحريف الحقيقة والسعي وراء الوسائل الغادرة. إنَّ ما يحقِّقه المرء في الكذب، قد يبدو غير مضرٍّ الآن، لكن سيكلِّفه الأمر كثيراً فيما بعد.

 

مرةً أخرى، يجب ألا تقبل الأشياء التي لا تكلِّفك. على أولاد الله الانفصال عن هذا العالم الذي شعاره الرئيسي "الغاية تبرِّر الوسيلة". لا يحقِّق أحد أمراً صالحاً بمساعدة العدوِّ. لذلك، عليك رفض كلَّ ما يبدو غير واضح، أو ما يحتوي على شهوة شرِّيرة. سيجلب عمل إبليس في حياتك الموت لك.

 

لننظر عن كثب إلى أولئك الرعاة الذين يحسدون أعضاءً ناجحين في رعيَّة أخرى. لا يجب أن يحدث هذا البتَّة! فما المنفعة من الحصول على الدفعة من الجزء العاشر من دخل أحد آخر لم تعمل لحسابه؟ حتى عندما يتعلَّق الأمر بقبول أعضاء من كنائس أشخاص آخرين، على الرَّاعي أن يتكلَّم معهم مسبقاً، ويتحقَّق من دوافعهم لتغيير خدمتهم. فإذا كانت أسبابهم تافهة، يجب توجيههم إلى التَّوبة، وبالرجوع إلى اجتماعهم الأصليِّ.

 

بالتَّأكيد عليك ألا تقبل أيَّ شيء بحقائق مخبَّأة، وبلا شكٍّ، الشيطان هو من يقدِّم لك تلك العروض. كان سيصبح إبراهيم رجلاً غنياً بثراء سدوم وعمورة والمدن المحيطة، لكنَّه قال أنَّه رفع يديه لإله السماء، وبسبب ذلك، لم يسمح لشخص بالقول أنَّه أغنى نفسه بكلِّ تلك النجاسة. لذلك، إنَّه موقف صالح للتَّمثل به.

 

افترض أنَّ هناك حصاة في فمك، سيكون من الصعب عليك أكلها، أليس كذلك؟ لذلك، ما الفائدة من امتلاك تلك الحواجز التي تمنعك من إحراز تقدم روحيٍّ؟ إذا كانت في فمك، لن تتغذَّى جيِّداً من "خبز السماء"، ولهذا السبب، اتضح أنَّه لن يكون لديك أيِّ سلطان لانتهار الشيطان كما يجب، ولن تكون قادراً للحصول على بركاتك.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز