رسالة اليوم

21/04/2019 - سبب الافتقار للموارد والتعرُّض للمضايقات

-

-

"فَقْرٌ وَهَوَانٌ لِمَنْ يَرْفُضُ التَّأْدِيبَ، وَمَنْ يُلاَحِظ التَّوْبِيخَ يُكْرَمُ. " (الأمثال 18:13).

 

 

إنَّ الكتاب المقدَّس هو كتاب روحيٌّ، وعندما يتعلَّق الأمر بالفقر، لا يقتصر دوره على نقل نقص الموارد الماليَّة التي تشكِّل مصدر إزعاج مستمرٍّ في حياة العديد من الناس. إنَّ أسوأ حالة في الفقر هي عندما لا يكون هناك مكان للربِّ في قلب أحدهم. أولئك الذين لا يمتلكون دليلاً على امتيازاتهم في المسيح، لا يعرفون ماذا يفعلون للخروج من ذلك المأزق المروع، عندما يجدون أنفسهم عرضة لهجوم من الشيطان.

 

أسوأ حالة في الفقر هي عندما لا يملك أحدهم الموارد الروحيَّة لمواجهة الهجمات الشيطانيَّة في أجسادهم وعائلاتهم وفي كلِّ ما يملكون.

لسوء الحظ، يسود الشيطان على الفكاهة في حياة العديد من المسيحييِّن اليوم. لكن، الذين يعرفون مكانتهم في ابن الله يدركون ما يجب فعله ليهرب العدوُّ منهم.

 

كم من المؤمنين، الذين يتعرَّضون لاعتداء الشيطان، لا يعرفون ما الوسائل التي يختارون لتدمير الهجوم الشيطانيِّ؟ فيُصابون بالإحباط، وبهذا الفعل، يصل البعض منهم إلى درجة تحويلهم إلى خدَّام للشيطان. فقد يحاول العديد سماع رسالة ما، ثمَّ يقفون كما لو كانوا منتصرين في الصلاة؛ لكن، بعد فترة وجيزة، يرجع كلُّ شيء كما كان.

 

أولئك الذين يرفضون التوبيخ ليسوا بحكماء أبداً، بالنَّظر إلى أنَّه بالنسبة لهم، الموارد اللازمة لمواجهة الهجمات ضدَّ حياتهم أو ضدَّ حياة أقربائهم، قد تأتي فقط كهذا، من لا شيء، مما سينقصهم دائماً.

التوبيخ هو رسالة مرسلة بواسطة أبينا، وهو قادر على عمل يمكن أن يحدث فرقاً. لكن، عندما يرفض أحد ما التعليمات التي يرسلها الربُّ لحلِّ قضية ما، هذا يدل حقاً على رفضه لحلِّها أيضاً.

 

يقوم الربُّ بنقل رسالة محبَّته نحونا عندما يوبِّخنا. لقد أُعميت أعيننا عن إدراك أنَّ ما وراء التجربة شهوة أو عنصر شرِّير آخر، ويتمُّ معه إخفاء رئيس الظلمة. لذلك، لا تحتقر أياً من توبيخ الربِّ، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ الذين يحتقرونه يسوقون أنفسهم وراء أكاذيب الشرِّير الذي يستطيع بها الإيقاع بالحكماء أيضاً لاتِّخاذ أسوأ القرارات في حياتهم بأنفسهم.

 

عندما يتكلَّم الله لك، من خلال كلمته الإلهيَّة، بخصوص أيِّ قرار خاطئ تتخذه، أو عن خطر تورُّطك مع شخص ما، أو الاستسلام للأفكار النجسة، عليك في الحال قبول هذا التنبيه. يُظهر لك الربُّ مدى محبَّته عندما يوبِّخك. إذا لم يؤدِّبك الربُّ هذا يعني أنَّه لا يحبك. والذين لا يقبلون التوبيخ الإلهيِّ، يقرّون بأنَّهم لا يحبُّون الله ولا أنفسهم.

لن يحرص أولئك الذين يحبُّون أبينا على المجادلة ضدَّه، ولو حتى قليلاً. لماذا على ابن لله محاولة الإثبات "للشخص الكلي الحكمة" أنَّ هذا الأمر أو ذاك غير خاطئ إذا كان الله يقول عكس ذلك؟ إذا لم ترد عيش حياة تفتقر للموارد الماليَّة مما سيعرِّضك للمضايقات، عليك ألا ترفض التوبيخ أبداً. كن ابناً حكيماً وطائعاً فيكن الله معك!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز