رسالة اليوم

05/08/2016 - الله هو الآب

-

-

اِرْجِعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ الْعُصَاةُ فَأَشْفِيَ عِصْيَانَكُمْ. هَا قَدْ أَتَيْنَا إِلَيْكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلهُنَا. (إرمياء 22:3)

قبلَ أنْ نفكّر بالله كإله لنا يجب أن نفكر بهِ كأب. فأيُّ أبٍ يبتغي الشرّ لأولاده؟ ربّما بعض الأشخاص الغريبين لديهم هذا الشعور، لكن الرّب الإله هو أبانا السّماويّ الذي لا يرغَب إطلاقاً أنْ يتألم أحدٌ من أولاده، وهو لا يهدّد ابنه العاصي بالعقاب، بل يدعوه كي يرجِع إليه، لأنّه يريد خلاصه من روح العصيان التي أبعدته عنه . فمَن أخطأ يجب أن يُصلح الأمور بأقصى سرعة ممكنة، لأنّ الرّب هو الله ولديه الكلمة الأخيرة، ولا يعسُر عليه أمر (أيوب 2:42). ومن الأفضل أنْ نطيعَه.

لا أعلم من يتصوّر الله القدير كشخصٍ ظالمٍ، فهو أبانا، وكلّ الخير يأتي من قلبه، ولا يصدُر مِنه أيّ شرّ، فنحن حلمه، وحتّى الذين يعيشون في الخطيّة لن يتخلّى عنهم أيضاً. فالرّب العليّ يدعوهم للرجوع إلى أحضانِه، حيث يجِدوا الراحة والحياة الوفيرة.

ربّما الأب المتشدّد قد يضرُب ابنه بقسوَة بسبب جهله، ويعتقد أنّه بهذا الفعل، يقوم بالخير تجاه ابنه. أمّا الرّب، هو إله المحبّة، أفضل وأحنّ من أيّ أب، ولا يمكن أن يرغب بالشرّ لأولاده، لأنّ أفكار الرّب سلام لا شرّ ( إرميا 11:29) .

فقد أرسل الله ابنه الوحيد لكي نستردّ ما فقدناه. واليوم يدعو الرّب كلّ من ابتعدَ عنه أن يرجع إليه. فهو لديه القدرة على تغيير كلّ إنسان. وهذه هي الرسالة التي يجب أن نكرز بها لكلّ الذي يرتكبون الخطيّة والأعمال الإجراميّة.

لن يُعاقِبَ الرّب من زلّت قدميه، لكنه سيشفيه من روح العصيان، الذي جاء ليسرق ويذبح و يهلك حياته (يوحنّا 10:10). فيجب أن تأخذ القرار بالعودة للرّب فور سماعك لبشارة الإنجيل، لأنّه الباب المفتوح أمامك لتدخل إلى السّعادة الأبديّة. والتهاون في قبول دعوة الرّب واتخاذ مكانتك في المسيح، يعني أنك تُعطي الفرصة للعدوّ كي يقضي عليك.

وبما أنّ الرّب غفَر لك، فكلّ ما يجب أن تفعله هو أن تقترب منه بالصلاة وتسلّم نفسَك أمامه. وفي ذات اللّحظة، ستكون مقبولاً ومطهّراً من خطاياك ومولوداً من جديد في الرّب يسوع المسيح، لتكون على صورته ومِثاله . فلا يوجد ما هو أعظم من أن تكون بسلام مع الرّب.

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز