رسالة اليوم

18/04/2019 - عندما يرسلك الله

-

-

"فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ: «اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟»" (قضاة 14:6)

 

 

واحد من أولى الدروس التي يجب أن يتعلَّمها الذين يؤمنون بالربِّ، هو أنَّ كلمة الله تتغلَّب على غياب يسوع الماديّ. فإنَّ ما تقوله الكلمة مباشرةً إلى قلبك هو مشيئة العليِّ الكاملة. فالإصغاء إلى ما يُعلنه الكتاب المقدَّس أشبه بالإصغاء إلى صوت الربِّ نفسه؛ لذلك، هناك أمر واحد فقط من اللازم فعله: أن تكن طائعاً. أولئك الذين يرفضون الكلمة لا يكنُّون المحبة لله، وهذا هو سبب افتقارهم لعمل القوَّة الإلهيَّة لصالحهم.

 

لقد علم جدعون أنَّ القدير من يتكلَّم معه، وأيضاً قد سمع بشارة النبيِّ القائل أنَّ الربَّ قد أرسله لإيقاظ ضمير شعب إسرائيل. لقد كان أولئك الناس يبتعدون عن "الحقِّ"، ومن أجل ذلك، كانوا يتعرَّضون للمصاعب. والآن، في ذلك الوقت، كان المديانيون يسعون للتخلُّص من الإسرائيليين؛ واليوم، يقوم الشيطان بنفس الفعل تجاه أولاد الله. يقوم بإلقاء شباكه فوقك، مستخدماً قوَّته المميتة لتدميرك، ولهذا السبب عليك البقاء بعيداً عن كلِّ ما يأتي منه.

 

اليوم، يستخدم الربُّ الطريقة نفسها: يقوم بإرسال خدَّامه ليعلِّمونا ما علينا فعله عندما نواجه الأزمات. فيجب على وكلاء الربِّ المفرزين التكلُّم بكلمته فقط. هذا هو سبب أهميَّة تصديقك للفهم الذي تتلقَّاه من الكتاب المقدَّس وتقوم بممارسته، فالعليُّ سيقوم باستخدامك في مثل هذه الطريقة. إنَّ تجاهل صوت الربِّ أشبه بإغلاق الباب أمام جميع أعمال القوَّة السماوية.

 

لقد استخدم الله جدعون، ولهذا السبب كانت عين ملاك الله عليه. ويحدث المثل مع أولئك الذين يبدؤون بإنجاز ما قيل لهم. لكن، انتبه للربِّ كي لا توجد في وضع محرج، وعليك السعي كي تبقى ثيابك في كلِّ حين بيضاء (الجامعة 8:9). لا تعطِ إبليس مكاناً في حياتك (أفسس 27:4). أتمنى أن تجدك قوة الله مطيعاً في كلِّ حين، وفي كلِّ شيء، لصوت الربِّ!

 

كانت القوَّة التي يمتلكها جدعون والتي تكلَّم عنها الملاك، بالضبط سبب فهمه للحقيقة التي تقول إن كان الربُّ معه، سينهزم المديانيون بلا أدنى شك. وقوَّتك هي اليقين الذي يدخل إلى قلبك عند انتباهك لكلمة الربِّ؛ لذلك، لا تحتقر الإيمان الذي وهبه الله لك. عليك أن تعلم أنَّ الشيطان سيفعل كلَّ استطاعته ليسلبك ذاك الإيمان لأنَّه يملك القوَّة التي تقودك للنجاح.

 

يهزم الرجل الطائع لله العدوَّ، حتى لو كان رجلاً واحداً. يجب أن تتمَّ الحرب التي ستُخاض من خلالك بواسطة الربِّ؛ لذلك، لا تخف من حجم أو مقدار القوَّة التي يتظاهر خصمك بامتلاكها. إنَّك ستستقبل الله نفسه عندما تستقبل الكلمة الإلهيَّة. لذلك، مع وجود أعظم شخص بجانبك ليس هناك أدنى احتمال لك أن تُهزَم من قبل أيِّ شيء ولا من أحد. النجاح هو لأولئك الذين يملكون الربَّ في قلوبهم.

 

ستنجو من جميع مشكلاتك من خلال العليِّ، وبهذه الطريقة، ستهزم العدوَّ الذي لطالما قام ضدَّ حياتك وعائلتك أو حتى المجتمع بأكمله. يبدأ انتصارك منذ اللحظة التي تؤمن بها أنَّك ستنال ما أعلنته لك كلمة الله. لا تحتقر خلاصك الآتي!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز