رسالة اليوم

15/04/2019 - راقب أعمالك

-

-

"وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ." (1 بطرس 17:1)

 

 

بالنِّسبة للعالم، الربُّ هو الله، وهو إله منتقم وشرّير بالنسبة لبعض الناس، وشخص مستعد دائماً ليرمي في النار الأبديَّة جميع الذين لا يطيعون وصاياه. أمَّا بالنسبة لنا، هو أكثر من إله: إنَّه أبونا. لذلك، نحن ننسب أنفسنا كأولادٍ له، وورثة ووارثات له، والنَّاس الذين يرغبون دائماً بفعل مشيئته المجيدة في كلِّ شيء. لهذا السبب، لا يجب أن نتوقَّف عن التضرّع له وكن الاحترام اللازم له كأبٍ لنا.

 

وأيضاً، نحن بحاجة لتلبية بعض المتطلَّبات المحدَّدة كي نُدعى أولاد العليّ. فقط أولئك الذين يقبلون يسوع كربٍّ ومخلِّص على حياتهم ينالون السلطان في أن يصيروا أولاد الله (يوحنا 12:1). لذلك، هو أبٌ لجميع الذين يرغبون بأن يكونوا أولاده. لا تناسب هذه المكانة الذين لا يملكون وصاياه – قد يملكونها، لكنَّهم لا يحفظونها. فهو أب لأولئك الذين يأخذون دور أولاده.

 

يمنحنا الرسول بطرس إعلاناً مهمَّاً للغاية في قوله أنَّ الربَّ يحكم لكلِّ واحد بحسب عمله، من دون محاباة. في الحقيقة، لا يميِّز الربُّ بين هذا العمل وذاك. وحقيقة كوني راعٍ للكنيسة، لا يعني أنَّ على أبينا السماويّ التَّعامل معي بطريقة تختلف عن تلك التي مع شخص آخر لا يحمل هذا اللقب. وكما أفهم تطلُّعاته لي، يجب عليَّ أن أقوم بعملي عندما يتعلَّق الأمر بخدمتي وفعل كلَّ شيء بناء على ما قِيل لي. حينها، سأكون مكرَّماً لا مداناً.

 

من الواضح جداً أنَّنا سنُحاكَم بحسب عملنا. إذا كنت أتحدَّث تماشياً مع وصاياه، فهذا يعني أنَّني أقوم بالعمل إلى التمام. لكن، إذا كنت خائفاً أو إن كنت أصلّي بلا انتباه لما طُلِب منِّي أن أتكلَّم، سأساهم بإدانتي في يوم الدينونة العظيم.

 

من الصَّواب أن تخاف الربِّ دائماً، مَّما يعني أن تكنَّ الاحترام للتَّعاليم الإلهيَّة. لقد استخرج موسى الماء من الصخرة مرَّتين؛ لكنَّه في المرة الثانية لم يفعل ما طُلِب منه. الأمر الذي سبَّب له ضرراً كبيراً: ومن أجل هذا السبب تحديداً، لم يستطع الدخول إلى أرض الموعد، على الرَّغم من قيادته لشعب إسرائيل في البريَّة لمدة أربعين سنة.

 

لقد استغرقت رحلة موسى أربعين سنة؛ لكنَّ رحلتنا ستستغرق الفترة التي سيقودنا الربُّ فيها لتحقيق مشيئته. راقب خطواتك كي لا تبتعد عن تعاليم العليِّ، وعليك ألا ترتعب من كلامه! فلن يبرِّئ الربُّ أولئك الذين لا يطيعون إرشاداته ووصاياه.

 

أولئك الذين يكنُّون الاحترام لكلمة الله سيكونون مرفوعيّ الرؤوس أمام القضاء، معتبرين أنَّ الإيمان الذي استخدموه لعمل المشيئة الإلهيَّة قد حوَّلهم لأناسٍ حصلوا على كلِّ شيء بطريقة صحيحة. من غير المجدي الخوف من اليوم العظيم، بشرط أن تسعى إلى طاعة التوجيهات التي تمنحك إيَّاها كلمة الله. كأبٍ، لن يفرزنا الربُّ لخدمة ما قبل أن يزوِّدنا بالقوَّة المناسبة لإتمامها. لذلك، عليك أن تخدم الله بخوفٍ، وسيكرمك في النِّهاية.

 

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز