رسالة اليوم

14/04/2019 - لا تتهرب من أي تحدٍّ

-

-

"وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ: أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هذَا، قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ خَادِمًا لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ." (العبرانيين 1:8-2)

 

 

إنَّ الهدف الرئيسيّ من جميع العِبر التي يعلِّمنا الربُّ إيَّاها، هو أنَّنا نمتلك "شخصاً" يقوم بتلقِّي جميع صلواتنا والاهتمام لتطلُّعاتنا، وبعد ذلك، سيصرُّ على تحقيقها في حياتنا. وسيضمن برِّنا لنتمتَّع بجميع تلك الوعود الموجودة في الكتاب المقدَّس. لذلك، في حال تلقّيك لإعلان إلهيِّ لأمر يخصُّك، عليك أن تضع هذا الأمر هدفاً لصلواتك وتطلُّعاتك. نحن نستطيع فعل كلِّ شيء في المسيح، الكاهن الأعظم.

 

الربُّ يسوع هو كاهننا الأعظم. ومن أجل حقيقة أنَّه قد مات في الجلجثة من أجلنا، لن يوفِّر أيَّ جهد لتحقيق تلك الامتيازات التي اشتراها بنفسه لنتمتَّع بها. في أيامه هنا على الأرض، لم يسمح معلِّمنا للشيطان الاستمرار في تقييد كلِّ من التفت إليه، كما أنَّ ابن الله قام بمباركة أشخاص من خلال طرد الروح الشرّيرة التي كانت تسكنهم. أتستطيع تخيُّل ما كان ليفعله الربُّ اليوم من أجل أولئك الذين بدأوا بالعمل في اسمه؟

 

إنَّ الحقيقة الموجودة في كلمة الله عن أنَّ المسيح جالس في السماء على يمين عرش العظمة، تعني أنَّه يملك كامل السلطان في السماوات وعلى الأرض. يمكِّننا إدراك تلك الحقيقة من التجرؤ على امتلاك هذه الامتيازات، آخذين بعين الاعتبار أن العدوَّ لن يتمكَّن منَّا – على حساب شخص المسيح العظيم، وكلمة الله. وأيضاً، انتبه ألا تكن خوَّافاً، لأنَّه مكتوب أنَّ الخائفين لن يرثوا ملكوت الله (رؤيا 8:21).

 

إنَّ يسوع هو خادم "الأقداس الحقيقيَّة". لقد كانت الأقداس مبنيَّة على الأرض بيدٍ بشرية؛ لكنَّ "الحقيقيَّة" فمبنية في السماء بيد الله العليّ. في السماء، يوجد الحضور الإلهيِّ على مدار أربع وعشرون ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع. كون مخلِّصنا يسوع هو الشخص الذي يمنح البركة في ذاك الوطن، يجب أن نكون واثقين أنَّه لن يتمَّ تخليصنا إيَّاها؛ على العكس تماماً، سنحصل دائماً على موافقته عندما يتعلَّق الأمر بمنح البركات.

 

إنَّ المسكن الذي بناه موسى في البريَّة كان يُعبَّر به عن "الأقداس الحقيقيَّة"، حيث أنَّ يسوع هو الكاهن الآن. لقد كان حضور الله مستمراً في المعبد الأرضيّ، وكانت القوَّة الإلهيَّة تتجلَّى عند خدمة الكاهن للربِّ. اليوم، يرعى الله العليّ شعبه من داخل خيمة الاجتماع الحقيقيَّة. لا تتردّد من التوجُّه لله من خلال اسم يسوع لكي ترتب أمورك العالقة، لأنَّه يحبّ الذين يحبُّون كلمته.

 

إنَّ خيمة الاجتماع السماويَّة حقيقة، وليست خيالاً. لأنَّ الله صنعها بنفسه لابنه، ملك الملوك وربّ الأرباب ليرعى شعبه. لذلك، علينا ألا نخاف من الدخول إلى المكان المقدَّس، وجلب جميع مخاوفنا للحصول على معونته. وبعد ذلك، نحن مدعوّون لفعل ذلك من خلاله.

 

تذكَّر، لقد بذل الكاهن الأعظم نفسه لينجِّيك من الشرّير، لذا عليك الدخول إلى الحضرة الإلهيَّة، واثقاً أنَّك ستنال البركة. من أجل هذا، ينبغي ألا تنخدع تحت أيِّ ظرف كان، بل يجب تأخذ مكانتك بإيمان وإصرار.

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز