رسالة اليوم

06/04/2019 - ماذا يجب فعله في كلمة الله؟

-

-

 

"لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ." (كولوسي 16:3

 

 

تبدأ بداية نجاحنا الروحيّ عندما نسمح لكلمة الله أن تسكن فينا بغنى. حسناً، إذا لم يكن هناك بداية، لن يكون هناك منتصف أيضاً. ولكن، حتَّى لو كان قد تمَّ بناؤها بالطريقة الصحيحة، فلن يتمَّ إتمام العمل إذا لم نثابر على اتِّباع التوجيهات المناسبة.

 

 

لا ينبغي أن تسكن كلمة الله فينا بضآلة، بل بغنىٍ. في الحقيقة، يجب أن تسكن في كياننا بكلِّ حكمة - لا بتهوّر. يعلِّمنا الرسول يعقوب أنَّ على الذين لا يملكون الحكمة الإلهيِّة أن يصلّوا ويطلبوها لكي تُعطَى لهم، واثقين أنَّ الله سوف يسمع لطلبتهم (يعقوب 5:1). بالمناسبة، إنَّ الحكمة الموجودة في جميع أعمال الله هي شرط أساسيٌّ للعمل الإلهيّ كي يسكن فينا بالكامل.

 

 

في الحقيقة، تلقِّن حكمة الله الناس دروس في غاية الأهميَّة. فإنَّ دورها في حياتك هو تدريبك على كيفيَّة إتمام دعوتك؛ وعلى عدم التسرّع في اتِّخاذ المواقف أو في تفويت أيَّ فرصة لإتمام مهمَّتك التي أخذتها من الربِّ. احصل على الحكمة السماويَّة وانظر كم سيعمل القدير من خلالك. لكن، إذا لم تمتلك هذه المقدرة المدهشة لن تكن قادراً على النَّجاح في تحقيق المهمَّة المعيَّنة لك.

 

 

يجب أن نتنبه إلى حقيقة امتلاك الحكمة الإلهيَّة التي تملك الحقَّ في تبكيتنا، ولتوعيّتنا عندما نفشل في فعل الصَّواب. إنَّه أمر مهم للغاية بالنظر إلى أنَّه من المتوقَّع منَّا دائماً أن نتمّم المشيئة الإلهيَّة بنجاحٍ. سيكون كلٌّ من العمل الجاد وتقديم كلّ ما بوسعنا في سبيل ذاك العمل، وقضاء ساعات في الصلاة والتكريس والخدمة أموراً غير مجديَّة إذا كان التوبيخ هو ما نستحقه في النهاية.

 

 

بسبب محبَّته، ينذرنا الربُّ ويعلِّمنا، إنَّه يفعل ذلك من خلال أنفسنا. عندما تجد خدَّام الله يتكلَّمون بوداعة، دون أن يلاحظوا هذا، سيتمُّ استخدام كلماتهم بطريقة بسيطة وممسوحة تماماً! لا تتردَّد أبداً في قول ما تشعر أنَّه آتٍ من فوق. في أحيان كثيرة، ربَّما تكون شهادتك عن شيء حدث في حياتك هامَّة للغاية لأولئك الذين يصغون إليك في تلك اللحظة.

 

 

وأخيراً، في الآية المذكورة سابقاً من كولوسي، يوضِّح بولس أنَّه علينا أن نغنِّي للربِّ بنعمةٍ. في فيلبي، لقد أخذ الرسول هذا الموقف، ونتيجةٍ لذلك، حدثت زلزلة في السجن (أعمال الرسل 25:16-26). السجَّان – الرجل الصارم الذي تدرَّب على التعامل مع السجناء، شعر بقوة الله، وفي ذاك المكان، انتهى به الأمر بالرّجوع إلى الإنجيل. يبيِّن لنا هذا كم أنَّ التغنِّي بالنعمة أمر قويٌّ وقادرٌ على تحطيم أقسى القلوب.

 

 

إنه وضع مربح لكلا الطرفين، بشرط أن تفي بتوصيات الربِّ لأنَّها تُعطَى لك لمساعدتك إعادتك إلى المسار لخدمة الآب. إلى جانب ذلك، يكافئ الله جميع الذين يعملون مشيئته ويتبعون إرشاده الموجود في الكتاب المقدس.

 

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز