رسالة اليوم

01/04/2019 - المشورة الأبويَّة

-

-

"أَدِّبِ ابْنَكَ لأَنَّ فِيهِ رَجَاءً، وَلكِنْ عَلَى إِمَاتَتِهِ لاَ تَحْمِلْ نَفْسَكَ." (أمثال 18:19)

 

 

إنَّنا نشعر بفرح عظيم عند ولادة أبناؤنا. لكن، مع مرور الوقت، يسبِّب لنا البعض منهم الكثير من الألم. ويعود سبب ذلك إلى عدم تعليمهم مخافة الله. يسعى العديد من الآباء لمنح أولادهم التعليم الجيّد؛ لكنَّ أولادنا يتعلَّمون من سلوكنا بدلاً من كلامنا. احذر من كيفيَّة عيشك الإنجيل لأنَّ أولادك سيحيونها بالطريقة نفسها.

 

تخبرنا كلمة الله أنَّنا إن درَّبنا أولادنا في الطريق الذي يجب أن يسلكوا لن يحيدوا عنه أبداً (أمثال 6:22). يجب اتِّخاذ هذا على محمل الجد. لا تفشل في تعليم أولادك تعاليم الكلمة الإلهيَّة منذ اللحظة الأولى من حياتهم. ينبغي على كلٍّ من أولادنا الجسديّين والروحيّين أن يكونوا على هيئة أشخاص لهم علاقة مع الربِّ.

 

يفعل بعض الآباء كلَّ ما بوسعهم لمنح أولادهم التعليم الجيّد، لكنَّهم ينسون أو أنَّهم يغفلون حقيقة أنَّ الإرشاد الأمثل يتمُّ من خلال كلمة الله. سيتَّخذ الأولاد الذين لا يعرفون كلمة الله، عندما يقعون في التَّجارب، القرارات التي تقود والديهم إلى اليأس الشديد. هناك العديد من العائلات الثكلى على أولادها الذين أقدموا على الانتحار بالرَّغم من توفّر جميع احتياجاتهم الماديَّة.

 

إنَّ الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يقود الآخرين نحو كلمة الله – بالإضافة إلى أولاده الجسديّين أيضاً. إنَّه امتياز عظيم في متناول الجميع، لكنَّ الذين لا يختبرون محبة الآب، على الرَّغم من سعيهم، لن يكونوا قادرين على اقتياد ذرِّيتهم للخلاص. كذلك الأمر، يحتاج أولادنا الروحيّين رؤية مثالنا الصالح؛ آبائهم الروحيّين، وبالتَّالي، سيكونون هم أيضاً قادرين على نَيل "الطريق الصالح".

 

 

عليك ألا تفشل في تصحيح أحد أبنائك الجسديّين أو الروحيّين إذا ارتكب خطأ ما. إنَّهم بحاجة لفهم أنَّ الخطيَّة ليست شيء يمكن التَّساهل معه، بل هي سلاح شيطانيّ يجرِّد الناس من السَّعادة الأبديَّة. إنَّ الأب الذي لا يؤدِّب ابنه لا يسبِّب له الضرّر فقط، بل أيضاً يحتقر وصايا الربِّ. من واجبنا الاعتناء بميراثنا من الربِّ؛ لكنَّك يجب ألا تقسو عندما يتعلَّق الأمر بالتأديب، وإلا فقد يتلاشى إيمان الطفل الذي تمَّ ربحه حديثاً.

 

كن أباً حكيماً. تعلَّم أن تكون طائعاً لكلمة الله من خلال عمل الأفضل، وبالتالي سينطق سلوكك عاليَّاً أمام نسلك. فلن يعتبرنا العليُّ أبرياء إذا كنَّا آباء متهورين. يجب أن يذرف الدموع أولئك الذين لا يصلحون لدور أبوَّتهم.

 

هناك أمل لطالما أنَّ المرء حيٌّ. لذلك، استخدم ما يخصُّ الله، الكلمة الإلهيَّة؛ وبالتالي، ستحصد نتائج جيدة من خلال الاعتناء بأحبَّائك.

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز