رسالة اليوم

03/08/2016 - الرّب يحبّ الذين يحبّونه

'

'

أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي. (الأمثال 17:8)

يجِب أن نفهم معنى الحب باللّغة الإلهيّة، لأنّه صرّح بأنّه يُحب الذين يحبونه، أيْ أنّه يفعل كل ما يلزم ليتمّم وعوده في حياتهم، فمَن يُبكّر إلى طلب الرّب، قبل أن تأتي إليه المشاكل، بالتأكيد سيجده، أمّا الشخص الذي ينتظر أنْ يتألم أولاً، ثمّ بعد ذلك يستنجد بالرّب فلن يجده. لذلك اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ (إشعياء 6:55).

فمفهوم الحبّ الذي يعنيه الله هنا مُختلف- يُحب الذين يحبّونه- يقول الرّب يسوع في (يوحنّا 21:14) اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي. فمِن الضروريّ حِفظ وصايا الرّب كي نثبت أنّنا نُحبه، وعندما ينفّذ الرّب وعوده لنا فهو يبرهن أنّه يُحبّنا، وهو يحقّق وعوده عندما نحفظ وصاياه ونكون مستعدين كي يتمّم عمَله في حياتنا. فلا يوجد طريقة أخرى للحصول على محبّته إن لم نبرهن حبّنا له أولاً .

قد يكون مستغرباً لبعض الأشخاص أنَ الآب ينتظر فِعلنا قبلاً، لكن الأمر ليس بهذه الصّورة، فعندما منَحنا الرّب وصاياه، هذا دليلُ محبّته المُسبقة. وبذلك يكون قد فتح لنا الباب كي يُرينا ما علينا فعله لنكون مستعدين لإستقبال عمله. إنْ لم نفعَل ما علّمنا إياه، فلن يعمل بنا.

فالخطّة الإلهية للبشريّة هي كاملة وللجميع، لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ (التثنية 17:10، أعمال الرسل 34:10، رومية 11:2). وهذه الفرصة مُتاحة للكلّ. لكن كثيرين يتجاهلون ما يمنحه الرّب لهم. وأؤمن أنّه في اليوم الأخير سيُرينا الرّب كيفَ تجاهلنا الإعلانات التي منحَها لنا. يجِب أنْ يعرف المتكبّرون أنّ الرّب الإله ليسَ كالإنسان، الذي يُحاوِل أنْ يستغلّنا كي يستَفيد. لأنّه كاملٌ وكليّ القدرة. كليّ الوجود، العالِم بكلّ شيء. من يَبسط علينا رحمتَه لنستطيع الخروج من عبوديّة إبليس. ونقترب من ملكوته.انا أفسر عبارة " أنْ تبكّر إلى طلب الرّب" كأن نقول "اطلبوا الرّب قبلَ أن تأتي المشاكل". من الواضح أنّ الذين يطلبون معونته عندما يقعون في ضيقات سيحصلون على المساعدة منه. والذين يطلبون الرّب بينمَا كلّ شيء بخير سيجدونه بكلّ تأكيد. لأن الرّب يسوع قال : مَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ (متّى 7:7-8). لكن مع الأسف كثيرون يطلبونه في وقتٍ متأخرٍ جدّاً.

فالتصرّف الصّحيح هو أنْ نطلُب الرّب ما دمنا نستطيع ذلك. ومعه نتجنّب ضيقات كثيرة، فنحن نطلبه لأنّنا نريد أن نجده، وهكذا تأخذ الأمور مَنحَى آخر. لأنّه يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا (رومية 37:8).

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز