رسالة اليوم

29/03/2019 - الخطر الذي يلحق المبارك

-

-

"لاَ تَمْنَعِ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهِ، حِينَ يَكُونُ فِي طَاقَةِ يَدِكَ أَنْ تَفْعَلَهُ." (أمثال 27:3)

 

 

أن تكون مفرزاً من قبل الربِّ للقيام بعمله هو أمر مبارك، جيِّد ومهم للغاية، لكنَّ العطايا التي تلقّيناها تجعلنا مسؤولين عن كيفيَّة عيش الآخرين حياتهم. نحن نملك السلطان على الأرض لربط كلَّ ما يعلنه الرّوح القدس لنا من خلال كلمة الله؛ وأيضاً نملك السلطان على الأرض في حل كلَّ عمل يمارسه الشرّير في حياة أولئك الذين يلجأون إلينا طلباً للمساعدة.

 

إنَّ الذي ينال عطية الربِّ التي تظهر مجده للآخرين – أولئك المرسلين له من قبل الله أو المرسل إليهم – بحاجة لإدراك أنَّ العطية المعطاة هي ليست كدفعة له من دين لله، لكنَّها لمباركة الذين يجتازون بالمعاناة. إنَّنا ندين لجميع الضَّالين بمنحهم الخلاص.

 

 

تُرينا الآية السابقة أنَّ البركة التي تسلَّمناها لنمنحها للآخرين لسيت حكراً لنا، بل للذين هم بحاجة لها. لكن، لدينا الحقّ في جعلهم يدفعون كلَّما كان ذلك ممكناً – من خلال الحقّ المعطى من السماء – ملكيَّتهم. لسنا نقدِّم للخطاة أيَّ فضلٍ، على العكس، نحن نقوم بواجبنا كلَّما باركناهم؛ فهم من يقدِّمون لنا الفضل بسماحهم لنا أن نخدم الله، وبالتَّالي، نتبارك نحن أيضاً في المبادلة.

 

 

أولئك الذين يرفضون مساعدة من يعانون، بما يملكونه، سيكونون مسؤولين عن العمل الشرّير الذي يسبِّبونه لهم. مع وضع ذلك بعين الاعتبار، لن يُحاسَب أولاد الله أبداً لأنَّهم – عندما ينجزون مهمَّتهم، سيسدّدون ديونهم من الائتمان الذي أودعه الله في حساباتهم. قال بولس: "فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ."(1 كورنثوس 16:9)!

 

 

لقد لقَّن المسيح الفريسيين درساً مهمَّاً للغاية من خلال شفاء يد الرجل اليابسة: لكان قد سبَّب له ضرَّراً لو أنَّه لم يقم بواجبه تجاه ذاك الرجل. لقد وضعت حقيقة القيام بعمل صالح في يوم السبت يسوع في خطر الاتِّهام من قبل الفريسيّين؛ لكن، بسبب الأذى الذي كان ليسبِّبه لو أنَّه لم يشفِ تلك اليد لما وجَّهوا إليه أيَّ تهمة. لم يفهم أولئك المراؤون ما يخص المحبَّة الإلهيَّة. يا أخي، إذا نلت أيَّ عطيَّة من الله عليك أن تفعل ما هو صالح، وإلا ستنال جزاءك.

 

 

إنَّ الذي نال المسحة هو الشخص الوحيد الذي يستطيع القيام بالعمل الذي عُيِّن له، وهو أيضاً من أحاطه ذلك السلطان بالذات للقيَّام بتلك المهمَّة. انظر إلى ما نلته، ولا تفشل في القيام بواجبك؛ وإلا، في اليوم العظيم، ستنال جزاءك بسبب الفشل في القيام بالعمل الصالح تجاه الذين كانوا بحاجة له. لقد درَّبك القدير لمهام معيَّنة أنت فقط من يستطيع القيام بها.

 

 

قم بواجبك مع كلِّ ولائك للربِّ، ولا تفشل أبداً في تسليم ملكيَّتك لأولئك الذين يحتاجون إليها. وستنال، بالتَّأكيد، مكافآتك في الأبديَّة لكونك كنت خادماً لله. إنَّ الابن الذي يسرُّ الآب هو من يتمِّم مهمته/ها، وبناءً على ذلك، لديهم الحقّ في الحصول على كلِّ ذاك الغنى الذي ينتمي للربِّ. إذا لم تدع نفسك أن يستخدمك العليّ حتى الآن، عليك أن تختبر ذلك من الآن فصاعداً. وبالتَّالي، سترى كم سيكافئك الله.

 

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز