رسالة اليوم

20/03/2019 - اِحذر من الأخِ المخادعِ

-

-

"بِشَفَتَيْهِ يَتَنَكَّرُ الْمُبْغِضُ، وَفِي جَوْفِهِ يَضَعُ غِشًّا." (أمثال 24:26)

 

 

ثمّة أناسٌ ينساقون إلى الضّلال فيُحزِنون روح الربِّ بفعلهم هذا. ويستمرّون بالتنكّر بسبب افتقارهم إلى الشجاعة للاعتراف بإثمهم. وعلى الرَّغم من تأنيب ضميرهم نهاراً وليلاً يمتنعون عن الاعتراف بأفعالهم بسبب خوفهم من العار الذي سيشعرون به حينها. لكن بسبب هذا التصرّف لا يدركون أنَّ حالهم في العالم الروحيّ هو الأسوأ لأنَّهم يذهبون من غشٍّ إلى غشٍّ، ساترين خيانتهم الرديّة.

 

إنَّ الذي يحيد عن "الطريق" معروفٌ من الطريقة التي يتكلَّم بها، لأنَّها تبدو كما لو أنَّه بلا أيِّ خطأ. يدين هذا الشخص الآخرين ويحكم على كلِّ من اقترف خطأ ، حتى لو كان هذا الخطأ أصغر من أخطائه الشخصيَّة، لكنَّه يعتقد أنَّه باستمراره في إخفاء أسلوب حياته المأساويّ سيتمُّ غفران إثمه يوماً ما. لكن ما لا يعرفه هذا أنَّ هذا السلوك هو نتيجة القلب المليء بروح الغشِّ. يا لها من حياة مأساوية يملكها هذا الإنسان!

 

الأمر الذي يدلّ على خلاص الشخصٍ هو كونه واضحاً، فعندما يخطئ هو أو هي تجاه أحد ما يذهب إليه ويصطلح معه. لن يقوم الضّالين مطلقاً بأمر كهذاً، لكنَّهم سيقولون أنَّهم لم يرتكبوا أيَّ خطأ. إذاً، ينبغي أن نقوم بالاعتذار ممن أخطأنا بحقهم، لكنَّ الذين يصرّون على حياة الغشِّ سيوضَعون في السجن الأبديّ، المكان الذي لن يخرجوا منه أبداً.

 

إنَّ قلبَ الذين لا يسيرون مع الربِّ مليءٌ بالغشِّ دائماً. فلا يمكن الوثوق بهم لأنَّهم يكذبون بشكلٍّ صريح، ولن يعترفوا بأخطائهم. هم يفعلون ذلك لأنَّ روح الشيطان الذي قادهم إلى التَّجاوز لا يريد خسارتهم. سيأتي اليوم الذي لن يسعى فيه روح الربِّ مع الإنسان فيما بعد (تكوين 3:6).

 

لا تثق بمن يتنكَّر طوال الوقت حتى لو تحدَّث إليك بلطف، لأنَّهم سيتظاهرون بأنَّهم "ملاك"، بينما في الحقيقة هناك سبعُ رجاسات في قلوبهم (أمثال 25:26). لا تضمن شخص كهذا، لكن اجعله يرى، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أنَّه ارتكب خطأً، لكن إذا استمرَّ في هذا الطريق

سيأتي اليوم الذي سيبقى في ضلاله إلى الأبد.

 

من لا يلتزم بالشروط الإلهيَّة يمكن أن يُخفي خطأه بـ"أفضل وهم"، لكن عندما يجد نفسه وسط الناس القديسين ستنكشف طرقه. إن كنا نخدم الله كما يجب، سنكون قادرين على فعل الكثير لذاك الشخص. لذلك، إذا كنَّا نسلك حسب الجسد لن يقدر الرّوح القدس على استخدامنا لفتح عينيه، وكنتيجة لذلك سنكون مسؤولين عن خسارة هذه الروح.

 

عش دائماً في الروح ولن تنخدع أبداً من قبل الفاسدين. مع عمل الله فينا، حتى النظرة يمكن أن ترسل رسالة إلى هؤلاء الناس. تخبرنا كلمة الله أنَّه في الجماعة التي يعمل الله فيها، يتمُّ الكشف عن خبايا قلوب أولئك الذين هم في الظلام (أمثال 26:26). سيكون من الرائع لو كان لدينا مثل هذه الجماعة اليوم، حيث يعترف الضَّالون بإثمهم معترفين أنَّ الله في وسطنا!

 

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز