رسالة اليوم

17/03/2019 - خوف هام

-

-

"وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ." (2 كورنثوس 3:11)

 

 

لقد خدع الشيطان البشر منذ البدء وأصرَّ على إقناع الناس بالإيمان به. ومهمّته هي أن يسوق كلَّ الذين قبلوا الدعوة الإلهيَّة إلى البحيرة التي ستظلُّ تّتقد بالنار والكبريت إلى الأبد. فإنَّه لم يفعل شيئاً صالحاً، وبسبب طبيعته الساقطة، لن يفعل أبداً. في الحقيقة، إنَّ قدرته على إفساد الناس عظيمة لدرجة أنَّ الرسول بولس كان يخشى أن يكون أبناؤه في الإيمان محاصرين.

 

يحتاج أبناء الله أن يكونوا مترصّدين للفساد الذي بإمكانه إبعادهم عن محضر الله. فإنَّ العدوَّ يجربنا بكلِّ الطرق: على سبيل المثال، سقوط الكثيرين في الزنا، وكثيرون آخرين متوجّهين نحو الطريق ذاته. لقد حوَّلت عدم الأمانة وخطايا أخرى الملايين من الناس إلى أسرى للشرّير، والأسوء من ذلك، يصبح الذين ينقادون وراء الكذَّابٍ غير حسَّاسين للحقِّ.

 

أخوتي وأخواتي، يمكن للشيطان أن يعرض عليك رجل أو امرأة أحلامك فقط كي يسقطك في شباك أكاذيبه – وبكلِّ أسف، ينخدع الكثيرون بحيله. لذلك، قبول كلمة الله هي الطريقة الوحيدة لتجنّب الوقوع في فخاخه. من جهة أخرى، يسقط أولئك الذين لا يكترثون لما يقوله الكتاب المقدَّس.

 

في الحقيقة، يكون الإنسان قريباً من سقوطه عند شعوره بالقوّة والحصانة والسيطرة الكاملة. لذلك، احمل صليبك كلَّ يوم، لأنَّك بغيره لن تقدر على اتّباع الربِّ (متى 34:8). إذاً، علينا أن نتخلَّى عن الشهوة والممارسات الدنسة والسخط والمرارة والكراهية وكلِّ الشهوات الأخرى. كن نقيَّاً دائماً!

 

يسمح الله لنا بالدخول في التجربة، لكن ليس أكثر مما نستطيع أن نحتمل. فقط ضع حداً لعروض العدوِّ، فأنت تعلم ما الصواب والخطأ. بالإضافة لذلك، كلُّ ما يتناقض مع الكلمة هو خداع محض هدفه نزع خلاصك وحكمتك وقداستك. ثق: أنت لست بحاجة لكلِّ شيء يأتي من الشيطان!

 

إنَّ هدفنا دائماً هو أن نبقى في البساطة التي في المسيح. كلٌّ من الكبرياء والغرور والشعور بالتفوّق والأفكار الرديّة ليست سوى أفعالاً شريرة يجب طردها في الحال. كان من المحتمل أن لا تسقط حواء لو أنَّها تجاهلت أول كلمة نطقتها الحية. لكنَّ العدوَّ مؤذٍ جداً، فكلُّ حوار معه يفسد الإنسان. من أجل ذلك، اهرب من كلِّ ما يأتي من الشيطان.

 

لا تنسَ أبداً أنَّ هناك كائن يسعى نهاراً وليلاً لخداعك في كلِّ شيء وبكلِّ قدرته. إنَّ الشيطان خطير جداً، فقد حاول أيضاً إسقاط ابن الله في شراكه (متى 4). بلا شكٍ، يا أخي، أستطيع التأكيد لك أنَّه قد خطَّط لجعلك تخطئ، لكنَّك ستسقط حتماً إن لم تتوخَّى الحذر. إذاً، كن صادقاً وصلِّ الآن واعترف تاركاً الشهوات التي قبلتها.

 

صلاتي أن تطلب من الربِّ الغفران وترفض كلَّ عروض أخرى مهيّئة من المجرِّب!

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز