رسالة اليوم

07/03/2019 - كيف حال فمك

-

-

 

خُبْزُ الْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلإِنْسَانِ، وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى ( أمثال17:20)

 

 

 

تأتي عروضُ الشَّيطان مع قِوى وهميّة فعّالة دائمًا. في البداية كلُّ شيء طبيعي، ولكن مع مرور الوقتِ، تُكشَف طبيعة الشَّخص الذي يختفي خلفَ ما يسميه سعادة. لهذا ينتهي الأمرُ في الذين يفعلون ما تحظره كلمة الله إلى معرفة أنهم أصبحوا في متناول العدوِّ، ولكي يخلصوا منه لابدّ لهم من توبةٍ حقيقية. خبزُ الخفيّة لذيذ لكنّه لا يُهضَم بسهولة.

 

إنَّ الذين يرتكبون الزِّنى مثلا، عندما يتورَّطون في علاقةٍ زوجية إضافية يظنّون أنّهم قد وجدوا السَّعادة التي يبحثون عنها؛ ولكنَّ العارَ والعواقب المؤذية الأخرى التي يأتي بها هذا النّوعُ من الخطيئة لا تنتهي. شخصٌ يتمتَّع بشخصيةٍ واهية ينجذبُ إلى سِحرِ شخصٍ آخر، فردٌ يستخدمه العدوُّ لإلحاقِ الهزيمة بشخصٍ آخر. لا يستطيعون إدراك أنَّ أحدَ أسبابِ اتخاذهم لهذا الموقف الخاطئ هو حقيقة أنَّهم لم يشاركوا أوقاتاً مع شريكهم لأيامٍ أو شهورٍ أو حتى سنوات متتالية.

 

الشَّخص الغير نزيه يفرح بقطعةٍ من الملابس، منزلٍ أو أيِّ شيءٍ حَسنٍ آخر يغزو بيدٍ خادعة (الأمثال 10: 4) ؛ ولكنّ تلك الخطيئة تبقى في ذهنهِ، مشتكية عليه أنهً شخصٌ دنيءٌ وغير مؤهّل. لهذا يجب ألَّا تقبل خبزَ الخفية المُخادع، ولا حتى رغيفًا صغيرًا منه. وإلّا ستفتقرُ حتى لرغيِف خبز. ماعدا السُّم الذي إذا لم يتمَّ التعامل معه بالشَّكل والوقت المناسب قد يقودك إلى اليأسِ والمعاناة الكبيرة.

 

 

يجب أن تقدِّر كلَّ ما هو حسَن ويجب أن لا تنظر إلّا لِما يأتي من الله. أغلِق نفسَك تمامًا على كلِّ ما لا يسمح به كلام الربِّ. الخداعُ دائماً مخادعٌ، والذين يستغلّونه سيكتشفون بعد فواتِ الأوان أنَّ الشّيطان قد أغواهم، وأنّ الرِّضا الذي كانوا يتمتَّعون مزيَّفاً لأنَّه حملَهم مباشرةً إلى مخالب العدوِّ الذي يعذِّب النّاس بالنّدم ليلاً ونهاراً، وأنواع أخرى من المشاعرِ والأفكار المؤلمة.

 

 

 

لقد تمَّ تحديد العقوبة مسبقاً بالفعل للذين ارتكبوا مخالفاتٍ: سوف تُملأ أفواهُهم بالحصى. هل يمكنك أن تتخيّل كيف تستطيع التَّحدث بهذه الطريقة؟ لفعل ذلك، يجب أن يكون فمك مفتوحًا على مصراعيه أثناء محاولتك التّحدث من خلال الحنجرة، وفي نفس الوقت توخّي الحذر لئلّا تنزلق الحصى في حلقك، أليس كذلك؟

 

 

أولئك الذين يفعلون الشَّر، ما لم يتوبوا وما لم يحصلوا على المغفرة عن أخطائِهم، لن يستطيعوا أبداً الحصولَ على حقوقِهم. قد يتمُّ توجيههم إلى ما يجب عليهم فِعله لكي يُشفوا ويتحرَّروا من أيِّ ظلم؛ مع ذلك، كيف سيخرج أمرُهم إذا كانت أفواههم ممتلئة؟ وتلك الحصى في أفواهِهم، كيف سيكونوا قادرين على مضغِ الخبز الذي أعطاهم إيّاه الله ليكتسبوا القوَّة ليحصلوا على بركاتهم؟

 

أفضلُ شيءٍ في الحياة هو ما خطَّط له يسوعُ أن تكونه. الله ليس شرِّيراً عندما مَنعنا من أكلِ طعامِ الخطيئة. على العكسِ، إنّه صالحٌ ويريد أن يعلِّمنا السلوكَ بقداسةٍ. يريد العليُّ أن يرانا منتصرين ونعيش حياةً خالية من عذابِ قوى الظلام. لذلك تصالح مع نفسِك ولا تقع في التَّعدي.

 

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز