رسالة اليوم

06/03/2019 - راقب مواقفك!

-

-

 

مَجْدُ الرَّجُلِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ الْخِصَامِ، وَكُلُّ أَحْمَقَ يُنَازِعُ. (أمثال3:20)

 

لقد انطلقت شرارةُ الشِّجار منذ أن وُجد الانسانُ على وجهِ الأرض لأنَّ الخطيئة التي اِرتكبها آدمُ تسبَّبت بحماقة الإنسان. لهذا يضطربُ البشرُ ويتورطون في أشياء ومواقف التي لا تعنيهم. مثال ذلك هؤلاء الذين لا يخافون الربَّ ويُظهرون أنفسَهم على أنّهم متفوّقون ويتّخذ بعضُهم مواقف كما لو كانوا قضاةً. ولكن " كَمُمْسِكٍ أُذُنَيْ كَلْبٍ، هكَذَا مَنْ يَعْبُرُ وَيَتَعَرَّضُ لِمُشَاجَرَةٍ لاَ تَعْنِيهِ. (أمثال 26: 17)، وسوف ينتهي به الأمرُ إلى التعرّض للأذية.

 

تقول الكلمةُ أنّه ليس من الحِكمة لخادمِ الله أن يُخاصِم أحداً (2تيموثاوس2: 24). ورغم ذلك نجدُ مسيحيين في كلِّ مكانٍ يواصلون مباحثات فيما يتعلَّق بأمورِ الإيمان. حسناً، لا أحد يأتي إلى المسيح يسوع ما لم يجتذبه الآبُ السماوي الذي أرسله، لذلك يجب عليك عدم مناقشة الأمور الدينية أبداً. ولكن اطلب من الله الحكمة عندما تنخرط بهذه الأمور، فيجب عليك أن تزرعَ البذور التي لا تبلى هناك وستنمو بهدوءٍ (1 بطرس 1: 23).

 

كُنْ على درايةٍ أنَّ العليَّ يُسَرُّ عندما يتوقف أحدُ أولاده عن الِجدال. يجب أن تعتاد على تجنّب جميع أنواع المباحثات حتى النّميمة. ليس من الملائم أن يهبط الشّخص الذي يمتلك الحكمة السَّماوية إلى المستوى الرُّوحي لذلك الشَّخص الذي ليس لديه أدنى مستوىً من معرفةِ الحقيقة. أولئك الذين يدخلون في الجِدال يُجرَّدون من الحِسِّ السَّليم. لذلك فإنَّ الخَيارَ الأفضلَ في معظم الأوقات هو قبولُ الإساءة بدلاً من الدُّخول في نقاشٍ حول ما نؤمن أنه حقٌّ لنا.

 

أفضلُ ما يُمكننا القيامَ به هو أن نكون لذَّة الربِّ في جميع الأوقاتِ. وسيكافِئنا في كلِّ مرَّة من أجلِ اسمهِ أو من أجلِ الإنجيل، لذلك تخلّى عن العاداتِ السّيئة. فهناك بعضُ "الأخوة" الذين يلجأون إلى القضاء كي يُحاكموا الذين لا يؤمنون بالله للدِّفاع عمّا يعتبرونه حقاً لهم؛ ولكن هذا تحظره الكلمةُ أيضاً.

يُدعى النَّاس الذين لا يخافون الربَّ في الكلمة المقدَّسة بالجَهلة (أمثال 1: 7). فعندما يستخدم اللهُ شخصاً ما لتعليمهم درسًا، فإنّهم للأسف يميلون لإعتبار أنفسِهم رُعَاعاً. ثم ينفثون بغرورٍ مُعلنين أنّهم قد تعرَّضوا للإساءة وكثيراً ما يذهبون إلى المَحكمةِ. ومع ذلك هم لا يعرفون أنّهم سيفقدون الكثيرَ عندما يأخذون هذا الموقف.

 

وبغضِّ النّظر عن عدم تحقيق كلمة الله، فإنّ الذين ينخرطون في الجدالات يظهرون حقيقة أنّهم لم يتعلَّموا بعد أنَّه من السَّهل البدءُ في الشّجار، لكن من الصَّعب للغاية الخروج منه. وهكذا فإنّ الشَّيطان الذي أخبرهم بالكذب منعهم من قبول أيِّ فكرة معاكسة. ثم يبدؤون في كراهية الذين يعتقدون أنّهم سلبوا شيئاً منهم، ولأنَّهم غير طائعين، يصبحون فريسةً سهلة للعدوِّ. ولهذا السّبب عينهِ، فإنّ أيّ ضررٍ تتحمّله لتجنب وجود روح شرّ داخلك أمرٌ مربحٌ للغاية بالفعل.

 

لذلك عليك الابتعاد عن كلِّ ما قد يسبِّب أيّ ضررٍ لنفسِك، ويجب عليك ألّا تحتقر المشورة الحكيمة لأبينا الأبدي مطلقاً. فهوَ يعرف سببَ سماحهِ بحدوث أشياء معيّنة في حياتِك. بالنِّهاية، هو يعلمُ كيف يدرِّب أبناءَه على الطرقِ الإلهية. كُن دائماً متكلًا على الرِّب ولا تبتعد عنه أبداً. ذاتَ يومٍ سيجلسُ على عرشهِ وسيعطي المكافأة المستحقّة لجميعِ الذين تخلّوا عن كلِّ شيءٍ من أجلهِ.

 

 

 

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز