رسالة اليوم

27/02/2019 - الله يعملُ بشكلٍ غير متوقّع

-

-

 

فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ يَقُصُّ إِسْرَائِيلَ، فَضَرَبَهُمْ حَزَائِيلُ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ (2مل32:10)

 

 

لقد اِعتدنا الإستماع أنَّ الربَّ هو إلهُ البركة، وأنَّه يُكرم أولادَه، و يجعلهم مزدهرين، ولكن بالنِّسبة لإسرائيل قد حصلَ العكسُ تماماً بسببِ خطايا الملك ياهو، فيا لها من مأساةٍ! لقد أصبحَ الّذي تمَّ رفعه لقيادة شعبِهِ إلى النّجاح، هو السَّبب في سقوطهِ. لم يكن بإمكان ياهو أن يرى نفسَه في سلفهِ. عندما رَفعَه الله أراده أن يتبع توجيهاته لا أن يتبع المثال السيّئ.

 

تلكَ الخطايا التي اِرتكبها شخصٌ ما تجعل الربَّ يعملُ على أن يُحدِر ذلك الشّخص للأسفل عالمين أنّه لا يستطيع إلّا أن يُكرم الذين يثبتون في كلمتِه، أولئك الذين يخدمونه بفرح، ينظرون إلى ما تفعله وإلى ما تؤمن به وإلى تلك الدّروس التي تعلّمها للآخرين من خلال أسلوبِ حياتك. إذا أضحيت عارًا على عملِ الله، فسيعمل الربُّ بالتّأكيد ضدَّ خططك. فإرادته هي أن تكون مرحاً وأن يكون لديك شعورٌ بالإنجاز.

 

أسوأ ما يمكن أن يحدثَ لك هو الإنفصال عن عالمِك الرُّوحي مع الأخذ في الاعتبار أنّه عندما تُستخدَم بأيّ موهبةٍ تتطلّب قدراً أكبر من القوَّة، سوف ينتهي الأمر بك فارغاً وبلا حيلةٍ. يُكرم اللهُ القديرُ من يثق به دائماً ويفعل إرادته. أولئك الذين يطيعونه من كلِّ قلوبهم.

 

عندما ترى الشَّياطينُ أنَّ الله يعملُ ضدَّك سيأتون ويهاجمون تخومَك. عندئذٍ سيَضعُف إيمانك، وتخورُ طاقتك وستتحوّل إلى شخصٍ يتحدَّث عنه الجميعُ بشفقةٍ وازدراء. لكن هذا ليس ما خطّطه الربُّ لك، بل للتألق في محضرِه.

 

لذا لا تمنح العدوَّ الفرصةَ للقيام بتخريبِ حياتك، ولا تسمح له بتدميرِ عائلتك. على العكسِ من ذلك اِطلب الربَّ، وإذا كنت تشعر بأنّك انجرفت بعيداً، اِطلبَ المغفرة وتولّى موقعك كمنتصرٍ. في المسيح لا يُمكن أن تخسرَ معركةً واحدة. هزيمةٌ صغيرةٌ هي بالفعل مؤشِّر على الخطيئة في حياتِك. اِذكر ً أنَّ "الكلمة" تُخبرنا أنّنا نتقدّم دائماً من نصرٍ إلى نصرٍ (كورنثوس الثانية14:2)

 

 

لقد دُعيت لتعطي الفرحَ لأبينا، لتقرضَ المال لكثيرٍ من الناس ولا تقترض من أحدٍ. لهذا لا تبتعد عن المهمَّة التي منحها لك من خلالِ كلمته. أولئك الذين لا يعملون بحسبِ الكتاب المقدّس يقولون للربّ أنه لا حاجة إلى الوفاء بوعوده معتبرين أنّ ذلك لا يحدث فرقاً بالنسبة لهم على الإطلاق. سيُكرم اللهُ جميع الذين يثقون به.

 

لو كان ياهو مخلصاً لأمكن كتابة قصَّة مميّزة تماماً عنه. ليتَ قصّة حياتك تُذكر كأمينٍ للربِّ، وأنك قد أتمَمت كلَّ مشيئته ولهذا السَّبب قد أكرمك الله القديرُ كما وعدك. لكن كونك راغباً بفعل ذلك لا يكفي لتثبت محبتك لله، بل بحفظ وصايا الربّ (يوحنا 14: 21). وهكذا يحبك الله أيضاً.

 

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز